بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الاثنين، 12 يونيو 2017

يوم لا ينفع الندم...

By 12:21 ص
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 



أخذت الشركة في التطور بعد جهد بذله وزاد توسيع العمل مما فتح مجالا لموظفين جدد بها... لم تكن شيئا يذكر قبل أن يُستدعى ليديرها وكان أصحابها يرون لا أمل فيها ، ولكن لابد من إستمرارها حتى لا يقال أنها فشلت... ذلك أن شريكهم فيها هو دولة أو جهات لها بالدولة إتصال... 
قال عندما دخل متجرها أول مرة... إن كنت زرت في حياتك أحد الجمعيات الإستهلاكية ، تلك المنافذ اليتيمة التي كانت توزع البضائع للمستهلكين في عقد الثمانين من القرن الماضي... أكثر ما يمكن أن تراه هو أرفف تأوي الغبار وآثار علب كانت هناك... و قطع متناثرة من بقايا بضاعة لم يبقى فيها ما  يصلح أو فقط تجد بقايا أغلفتها التي لا يمكن إستهلاكها بشريا... كما لو أن إنهيارا للحياة مر من ذاك المكان كانت البداية في شركة لم يهتم أحد بها ولا بمن ينفق على أهله بالعمل فيها... 
رويدا رويدا بدأ في فهم النظام القائم و حدد ثغراته وبدأ في سدها ببما تقتضي الأولوية في إيجاد الحلول لإعادة إحياء هذا الجسد المنهك إهمالا وليس قدرة.
لم تمضي أشهر قليلة حتى إنقلب حال الجمعية إلى شركة حقيقية بتضاعف الدخل إلى أربعة أضعاف بخروج كل البضائع من مخازنها و إعطاءها عرضا يليق بها و بعين مشتريها، وبذلك زاد عدد موظفيها ، فقد كان ذلك أحد الأهداف التي سعى لها بعد أن فهم النظام ، أن يزداد عدد المستفيدين من هذا المشروع... الذي بدا ناجحا على عكس ما كان يتصور أصحابه وبدا الدخل منه في إزدياد،  فتغير إهتمامهم به وزاد ليزداد ترددهم على غير العادة ، فقد بات هناك ما يمكن لأصدقائهم رؤيته... مكتب و وجاهة... 
وبما زاد من تطور العمل وإنتشاره في المدينة لينتقل إلى مدن آخرى ... بات الإحتياج لمن يدير الجانب الإعلامي من إنتاج للمواد الإعلانية و الدعائية ليزيد إنتشار الشركة و منتجاتها...والتعريف بها، أمرا لا غنى عنه... فقصد شركة للدعاية والإعلان بتوصية من صديق له ليعقد معهم إتفاقا لتولي مهام إنتاج إحتياجات الشركة، بما يناسب السوق و المواسم... 
كان اللقاء مساء بعد إنتهاء العمل وإغقلا المتاجر... مكتب في أحد غرف بيت واسع بحديقة به تحيط... شيء من الإهتمام بالفخامة في تفاصيل المكتب و كراسيه... إضاءة خفيفة و جلسة بدت لطيفة ... 
بدأ الحديث بالتعريف عن نفسه والشركة وعرض إحتياجاته و متطلباته و فكرته عن ما يحتاجه من الشركة لتوفره و تهتم به ، و فصل في أهدافه لتكون الصورة بالكامل واضحة جلية ليكون كل شيء مفهوم و يرد بإمكانية شركته لتولي هذه الخدمات و الإتفاق على كيفية تقييم الأعمال و الدفع و غيرها من التفاصيل... 

كان يقول أن كل شيء بدا مبشرا في توفر كل ما يحتاجه و توافق في الأفكار و تنفيذها و تفاصيل إنتاجها وجودتها... وما أن إنتهى الحديث الفني و تفاصيله حتى بادره مدير شركة الدعاية قائلا... و نسبتك أنت كيف تريدها؟ 
فرد والإستغراب على وجهه مرتسم ... نسبة ماذا؟ 
فعبر عن ما يقول بحركات توحي بأن الأمر بديهي فلما الإستغراب و قال... نسبتك أنت حقك ... ترغب أن يضاف إلى السعر الإجمالي للخدمات أم ترغب في أن يكون منفصلا؟ 
فكان رده مباشرة و حازم ... ولكن أنا موظف بالشركة وإن كنت مسئولا لا يحق لي أخذ مال أو نسبة على ما أقوم من واجب العمل وأتقاضى مرتبا عليه!...
هز رأسه مشدوها وألقى بنفسه متكئا على الكرسي المريح و نظر إليه وقال ... سوف تندم ...
فقال لا لن أندم... 
فرد المدير قائلا ... كنت أفكر مثلك ولكنني إكتشفت أن هذا لا يصلح وأنك إن لم تفعل ذلك لن تحصل على شيء ولن تحصل على حقك ... وأقول لك أنك ستندم...
فكان رده عليه بسؤال ... أتدري متى سأندم؟
هز رأسه متسائلا ... متى؟
فقال بهدوء وهوو يقوم مغادراً... عندما أُلف بقطعة قماش بيضاء بلا أكمام... و أمدد جسدا في حفرة ضيقة ... سأندم إن أخذت مالا ليس لي فيه حق... حينها حقا سأندم... و لن ينفع الندم ... أبداً لن ينفع الندم...

شكراً...

0 التعليقات: