بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الخميس، 9 نوفمبر 2017

مالهم يركضون؟

By 8:54 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


خرج من بيته ليجد أفواجا من الناس جميعا في إتجاه يركضون... ودون أن يسأل... أغلق بابه أو نسي أن يتأكد أنه فعل... ولكنه أخذ أيضا يركض مع الراكضين... وهو يرى الحماسة على وجوههم وإصرارهم للركض أكثر ...
ولكن لما يركض الجميع؟ ما الهدف ؟ إلى أين... تساءل مع نفسه...
سأل أقربهم إليه ولكنه زاد من سرعته ليتخطاه... فظن أنه إعتقد أنه ما سأله إلا ليسبقه...
فإستمر في الركض و فكر في سؤال آخر .. ولكن لا إجابة أيضا...
ولكن لما يركض الجميع ما الدافع للركض... !؟

سأل نفسه ولما أركض أنا أيضا؟ ألا يجدر بي أن أتوقف؟ أو على الأقل أعرف لما أركض؟
ولكن الكل يركض... سأداس بالأقدام إن توقفت...
وإذا بأحدهم يسقط أرضا كأن شجرة عصفت بها الريح... ولكن لم يأبه له أحد و لم يتوقف... فأبطأ من ركضه عندما وصله... وأخذ يحاول سحبه من بين الراكضين وإزدحامهم... وأخذه جانبا وإذا به على حافة الحياة يكاد يفارقها ...
فلم يجد بدا من سؤاله... لما كنت تركض؟
فنظر إليه وفي عينيه بحر من الحسرة... يهيج بدمع يغرق خديه...

لو كنت أعرف أن نهايتي ستكون هكذا... لما ركضت...
ولكن لما كنت تركض...

كنت أركض... لأحصل على ما لا يحق لي... أركض من أجل الدنيا... كنت أريد بيتا أكبر و سيارة أفخم وأن يقال أني أملك وتركت لأهلي مالا... كنت أريد أن ألحق الدنيا... ولكني غير رزقي منها ما أختذ... وكل ما أردت مما إمتلك غيري لم أحصل منه على شيء...
أشار بيديه للراكضين وقال...
أخبرهم أرجوك ... أخبرهم أن الحياة لا تحتاج لهذا الركض... فلم أرى أن ركضي زاد في رزقي... وها أنت واقف ولن ينقص ذلك في رزقك شيئا...
حشرج صدره وكاد يخرج أحشاءه مع سعاله الشديد ... ولكنه أكمل وقال...
ها قد حانت ساعتي... ولست قادرا على حمل شيء معي مما جمعت... توقف عن الكرض أرجوك... تجهز لهذه اللحظة بما يمكنك أن تحمله معك...
تجهز ... سعال قوي جدا أسكته... أخذ ينظر للسماء ، وهو يحاول تهدئته و يذكره بأن يشهد أن لا إله إلا الله... فكانت آخر كلمة قالها بعد أن قال... تجهز بالله عليك...

وقف ينظر لكل الراكضين... كأنهم تحت تأثير سحر يغشى الأعين يعمي العقول... فصاح فيهم ...
هذه هي النهاية فلما تركضون...
ولكن لا أحد إهتم له وإستمر الركض وهو عائد لبيته معاكسا تيارهم... وهو يردد...
تجهزر لهذه اللحظة بما يمكنك حمله... تجهز لهذه اللحظة بما يمكنك اخذه معك...

شكراً...
أكمل قراءة الموضوع...